رحلة في الكون ، قــــانـــون الكـــارما
- Komy Mohamed
- Nov 28, 2024
- 3 min read
Updated: Dec 18, 2024

الكارما هي أحد القوانين الكونية الأساسية والحقيقية في حياة معظم البشر. منذ القدم، ارتبطت الكارما بالعديد من المفاهيم مثل الثواب والعقاب، الدنيا والآخرة، والعديد من الفلسفات الروحية مثل العدل الإلهي أو العدالة الكونية. في الثقافة العربية، هناك العديد من الأمثال والحكم المرتبطة بها، مثل "كما تدين تدان" و"ما تزرعه تحصده" أو "ما تعطيه تأخذه". غالبًا ما يُفهم قانون الكارما بشكل سطحي على أنه مرتبط بالفعل المادي فقط، أي أن ما تفعله على المستوى المادي هو الذي له كارما. ولكن في الحقيقة، الكارما أعمق بكثير من مجرد فعل ورد فعل مادي، فهي تمتد إلى الشعور، الفكر، الوعي، الطاقة، وفي النهاية تمتد إلى السلوكيات والحالة والفعل المادي.
قانون الكارما "التوازن"، الكارما جزء من التوازن الكوني، وهي تحقق التوازن من خلال ردود الفعل التي تأتي عبر الاختبارات والمواقف التي نواجهها بعد خلق الملف الطاقي وإطلاقه للكون. على سبيل المثال، الكارما السلبية التي تصيبك هي نتيجة لعدم توازنك وإفراطك أو تفريطك في شيء ما على مستوى الوعي واللاوعي. مثال: شخص وضع نية الشهرة وخلق هذا الملف الطاقي في الكون وأطلقه وأخذ منه حيز طاقي معين، وبالتالي دخل في كارما الشهرة ويبحث عن الشهرة السريعة جداً. ونتيجة لعدم اتزانه، يتعرض للتنمر، رغم أن رسالته سامية جداً وقد يتعجب هذا الشخص ولا يدرك سبب الهجوم عليه! وقد يكون في الحقيقة أنه ليس لديه الإمكانيات الكافية والطاقة الكافية للشهرة السريعة، وبالتالي يجب أن يركز على تطوير إمكانياته مثلاً أو جوهر الرسالة بدل جوع الشهرة. وفرضية أخرى هي أن بعض الأشخاص يؤدون رسالتهم في الطريق والبعض الآخر يؤدي رسالته عند الوصول إلى الهدف فقط، وبالتالي من الممكن أن تكون رسالته في الطريق وبالتالي يحتاج أن يتحرك ببطء وكلما كان أبطأ، كلما استطاع إيصال رسالته أفضل وأسرع.
المواجهة والهروب، الكثير يعتقد أنه يمكنه الهروب من الكارما عن طريق الهروب من الموقف نفسه، في الحقيقة لا يوجد هروب من الكارما نهائياً ومن الممكن أن تهرب بصورة مادية ولكن طاقياً لا مهرب من الكارما أبداً. على سبيل المثال، الشخص الذي يسرق أموالاً ثم يهرب لمكان آخر هروباً من العقوبة المادية، في الحقيقة لا مهرب من طاقة هذه الكارما وستظل الكارما تختبره إلى أن تنتهي رسالة هذا الملف ويتطور ويتعلم الدروس منها ويقفل الملف من جميع الأطراف. من الأشياء التي لا يفهمها البشر أيضاً هو أن الكارما لا تأتي دائماً بالصورة المادية ومن الممكن أن تضرب في مصادرك الطاقية مثل العائلة والأمان ومصادر الشعور والفكر لديك وقد ترتد أحياناً تجاه أكثر شيء تحبه. من حقائق الكارما أيضاً أن أي ملف مفتوح سوف يقاوم من أجل البقاء وذلك لأن كل طاقة لا تريد أن تموت بل تريد أن تتوسع في هذا الكون، لذلك لا يوجد مهرب من الكارما، أنت تحتاج إلى التعامل مع الملف وتغلقه أو تصحح الكارما وتصفّيه.
المخزون الكارمي، المخزون الكارمي أو الخزانات الكارمية هو مجموع النوايا، الأفكار، الشعور، الفكر، أو السلوكيات المادية التي أطلقت طاقتها في الكون وخلقت مخزون كارمي في حقلك الطاقي. وبناء المخزون الطاقي يبدأ منذ استلامك لجسدك المشاعري بعد عقود التأسيس مع والدتك أو من قام بتربيتك ومنذ ذلك الحين أنت تبني الخزان الكارمي بالمشاعر، الأفعال والأفكار وما إلى ذلك وتُخزن في حقلك الطاقي.
وفي الحقيقة أن المخزون الكارمي يظهر في عدة مناسبات، منها عند إطلاق النوايا والأهداف الكبيرة والجديدة، أو عند تصفية الملفات مع الآخرين وعند تصحيح مسارات الحياة. فعندما تطلق نية جديدة ويكون مخزونك كله سلبي تجد الكثير من المشكلات والتعطيلات في طريقك، بينما عندما يكون المخزون إيجابي تجد اليسر والتسهيل. حقاً أن ظهور المخزون السلبي ليس شرطاً للتنازل عن النية، ولكنه رسالة وإشارة لكي تقوم بالتصحيحات والتنظيفات اللازمة من أجل أن تستمر في النية.
Comments